عرق النسا

يعدّ العصب الوركي أكبر وأطول عصب في جسم الإنسان، ويمتد ابتداءً من قاعدة العمود الفقري على طول الجزء الخلفي من الفخذ والساق وصولاً إلى أسفل القدم.

يتحكم هذا العصب في حركة معظم عضلات الساقين ويربط الحبل الشوكي بالجلد والعضلات في الفخذ والساق والقدم؛ فهو مكوّن من مجموعة من الألياف العصبية الحركية والحسية.

قد يتهيّج العصب الوركي لعدة أسباب من أهمها الانزلاق الغضروفي في المنطقة القطنية العجزية، وينتج عنه ألم وخدر أو وخز مثل الدبابيس وأحياناً ضعف يمتد من أسفل الظهر عبر الوركين إلى الساق وعادةً ما يؤثر على جانب واحد فقط من الجسم. لمعرفة المزيد عن الانزلاق الغضروفي، يرجى الاطلاع على قسم مواضيع ذات صلة.

على الرغم من أن الألم المصاحب لعرق النسا يمكن أن يكون شديدًا ، إلا أن معظم الحالات تشفى في غضون أسابيع قليلة بوسائل العلاج غير الجراحية و أهمها العلاج الطبيعي.

الأسباب

يعتبر عرق النسا عرضاً وليس مرضاً؛ بمعنى أنه يدل على وجود مشاكل صحية أخرى وعادةً ما يحدث للأسباب التالية:

  • تلف أو انزلاق الغضاريف في العمود الفقري
  • تضيّق العمود الفقري
  • انضغاط العصب بفعل نمو عظام الفقرات بشكل مفرط
  • تشنج العضلات في الظهر والحوض (متلازمة الكمثرية)
  • في حالات نادرة قد ينتج الألم بسبب الأورام أو تلف الأعصاب المصاحب للسكري

عوامل الخطر والوقاية

على الرغم من أن عرق النسا حالة شائعة يعاني منها حوالي 40% من الناس في مرحلة ما من حياتهم، إلا أن العوامل التالية قد تزيد من فرصة الإصابة :

  • كسور ورضوض أسفل الظهر أو العمود الفقري بسبب الحوادث
  • التقدم في السن؛ حيث يصاحبه تغييرات وتآكل في العظام والغضاريف والأربطة
  • زيادة الوزن التي تزيد من الإجهاد على الظهر
  • العمل في الوظائف التي تتضمن رفع الأحمال الثقيلة والجلوس لفترات طويلة
  • نمط الحياة غير النشط والذي يجلس فيه الشخص لفترات طويلة دون ممارسة الرياضة
  • الحمل عند النساء؛ حيث ترتخي الأربطة بسبب هرمونات الحمل ويصبح العمود الفقري أقل استقراراً وأكثر عرضة للانزلاق الغضروفي وتطور عرق النسا، بالإضافة للضغط الناتج عن وزن الطفل.

التدخين

يمكن الوقاية من الإصابة بعرق النسا وغيرها من آلام الظهر بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة للحفاظ على قوة ومرونة عضلات الظهر والالتزام بوضعية الجسم المناسبة عند الوقوف والجلوس ورفع الأشياء، وأيضاً الحفاظ على وزن الجسم الطبيعي والإقلاع عن التدخين الذي لا يقتصر ضرره على العضلات والأعصاب بل يشمل جميع أعضاء الجسم وأهمها القلب والأوعية الدموية.

التشخيص

يتم مراجعة التاريخ الطبي وأعراض المريض، ثم إجراء الفحص البدني الذي يشمل اختبار المشي ورفع الساق بشكل مستقيم؛ حيث يُطلب من المريض الوقوف على أصابع القدمين أو الكعبين والمشي للتحقق من قوة عضلات الساق والاستلقاء على الظهر ثم رفع القدمين ببطء من قبل الطبيب الذي سيراقب نقطة بداية الألم وتحديد وجود إصابة في الأعصاب أو الانزلاق الغضروفي.

قد يُطلب أيضاً إجراء عدد من الفحوصات التي تشمل صورة الأشعة السينية للعمود الفقري التي تكشف عن الكسور والتشوهات العظمية أو صورة بالرنين المغناطيسي لفحص العضلات والأعصاب والأوعية الدموية بالتفصيل. لمعرفة المزيد عن صورة الرنين المغناطيسي، يرجى الاطلاع على قسم مواضيع ذات صلة.

العلاج

يهدف العلاج لتقليل الألم وزيادة القدرة على الحركة وتحسين جودة حياة المريض، ويتحسن معظم المصابين بعرق النسا (80٪ -90٪) دون جراحة وبعد اتباع وسائل الرعاية المنزلية البسيطة والتي تشمل ما يلي:

الكمادات الباردة/ الساخنة: يقلل الثلج من الألم والتورم عند تطبيقه على المنطقة المصابة عدة مرات في اليوم لمدة (20) دقيقة، ثم استبدالها بعد عدة أيام بكمادة ساخنة واتباع نفس الطريقة السابقة.
مسكنات الألم بدون وصفة طبية؛ مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين والنابروكسين، وجميعها تسهم في تقليل الألم والالتهاب
أخذ قسط من الراحة وتجنّب الأنشطة الشاقة لعدة أيام
ممارسة تمارين الإطالة البسيطة للعضلات والمشي المنتظم بحذر ، والتوقف فوراً إذا ازداد الألم
إذا لم ينجح العلاج المنزلي في تقليل الألم بشكل ملحوظ خلال ستة أسابيع، فيجب مراجعة الطبيب لاختيار طريقة علاج بديلة، كما يجب الحصول على رعاية طبية فورية إذا عانى المريض من أحد الأعراض التالية:

  • ألم شديد في الساق يستمر لأكثر من بضع ساعات
    خدر أو ضعف عضلي في نفس الساق
  • فقدان السيطرة على التبول أو التبرز؛ فقد يحصل ذلك بسبب متلازمة ذيل الفرس التي تؤثر على مجموعة الأعصاب في نهاية الحبل الشوكي 

تشمل خيارات العلاج الأخرى ما يلي:

مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية ومرخيات العضلات
العلاج الطبيعي: تساعد التمارين الهوائية على تحسين مرونة العضلات وتقليل الضغط على العصب، ويمكن ترتيب جدول خاص مع المعالج الفيزيائي لمتابعة التمارين بانتظام وتحقيق أفضل نتيجة.
الحقن المباشر في العمود الفقري: قد تساعد حقن الكورتيزون في تقليل الالتهاب والتهيج حول العصب المصاب لفترة قصيرة تصل إلى ثلاثة أشهر، أو يُحقن مخدر موضعي في مكان الألم من فترة إلى أخرى.
العلاج الجراحي: تعد العمليات الجراحية للعمود الفقري الخيار الأخير في علاج عرق النسا، ويُلجأ إليها عندما تفشل جميع الطرق السابقة في العلاج أو ينتج عن عرق النسا ضعف شديد في الأطراف وفقدان التحكّم بالإخراج.
يعتمد الخيار الجراحي على الأسباب المؤدية لعرق النسا، حيث يستأصل الغضروف إذا وُجد انزلاق غضروفي في المنطقة القطنية العجزية من العمود الفقري، أو استئصال الصفيحة الفقرية لتخفيف الضغط الواقع على الأعصاب.