طنين الأذن النابض

طنين الأذن هو صوت ضجيج أو رنين مستمر أو متقطّع ومتباين في شدته، يسمعه الشخص على الرغم من هدوء الوسط المحيط به؛ ويصبح أكثر وضوحاً عند غياب الأصوات والمحفزات المحيطة؛ أي في بيئة هادئة.

في حالة طنين الأذن النابض، يكون الصوت المسموع من قبل المريض شبيهاً بضربات القلب ويبدو القلب بالنسبة له وكأنه مجاور للأذن، وقد يشبه الأزيز أو النقر أيضاً.

يصيب طنين الأذن حوالي (2٪) من الناس تقريباً، وبالرغم من أن صوت الطنين بحد ذاته ليس خطيراً، إلا أنه عارض ناتج عن أمراض أخرى قد تكون خطيرة ما لم يتم تشخيصها بتقييم طبي شامل وعلاجها، كما أنه يؤثر على الحالة النفسية للمريض ويقلل من جودة الحياة بشكل ملموس؛ لأنه يساهم في نشوء القلق والاكتئاب واضطرابات النوم عند أكثر من (60%) من المصابين.

مؤخراً، زاد الاهتمام في علاج النوع النابض بعدما تبيّن أن معظم الحالات التي كان يُعتقد أن الطنين فيها مجهول السبب، كانت في الحقيقة ناتجة عن تضيّق في الأوردة المجاورة للأذن وهي حالة يسهل علاجها.

أسباب طنين الأذن النابض

يمكن لطنين الأذن النابض أن يكون حميداً ويزول أحياناً من تلقاء نفسه، وقد يرتبط بأمراض عضوية تستلزم العلاج وتشمل:

  • تصلب الشرايين أو تشوه الأوعية الدموية خاصة تلك التي تكون قريبة من الأذنين
  • تضيّق الأوردة (الجيوب) الدماغية الذي قد يؤدي كذلك لارتفاع الضغط داخل الجمجمة
  • ارتفاع ضغط الدم
  • أورام في الرأس والرقبة

التشخيص

بعض المرضى يجدون صوت الطنين مزعجاً ويمنعهم أحياناً من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ويبدأ تقييم الحالة أولاً عبر الفحص السريري والاستماع لشكوى المريض وتاريخه المرضي، ثم فحص الأذنين والرأس والضغط على العنق لمعرفة ما إذا كان الطنين يتلاشى مع الضغط أم لا، وكذلك إجراء اختبار للسمع وفحص ضغط الدم وغيرها من الفحوصات البسيطة.

في حال نتج عن الفحص السريري اشتباه بطنين الأذن النابض، نوصي بتصوير الدماغ والأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي أو التصوير الطبقي بحثاً عن أي تغييرات غير طبيعية قد تكون هي السبب وراء الطنين.

إن ظهور تضيّق الأوردة من خلال التصوير الطبي يلحقه فحص مع احتمال علاج لفك الاختناق الوريدي بالقسطرة.

العلاج غير الجراحي

إذا لم يكن هناك سبب عضوي وراء الطنين النابض، يمكن اللجوء لأجهزة خاصة تصدر أصواتاً خفيفة خلال الليل لتساعدك على النوم بشكل أفضل، وننصح بتجنب العوامل التي تشعر أنها تزيد من حدّة الطنين عندك مثل الأصوات العالية والإجهاد والتوتر، وتعديل نمط الحياة بقضاء وقت أكثر في الاسترخاء.

أمّا عندما يكون الطنين ناتجاً من تضيّق الأوردة الدماغية، نستعين بالقسطرة التشخيصية العلاجية لتوسيع الأوردة وهي تقنية جديدة تمتاز بنسبة عالية للشفاء تتجاوز 90% في تخفيض الطنين.

ما هي القسطرة التشخيصية العلاجية؟

هي إجراء غير جراحي نقوم فيه بتحديد مكان التضيّق وتوسيع الأوعية الدموية لإعادة تدفق الدم الطبيعي خلالها مما يحل بدوره مشكلة الطنين.

يرجى الاطلاع على مظهر الأوردة الدماغية الطبيعية والمتضيّقة في الصور التوضيحية أعلاه.

قبل العملية

يتم ترتيب موعد لإجراء العملية وإجراء فحوصات عامة للدم، وتشمل الإرشادات الواجب اتباعها قبل العملية ما يلي:

  • احرص على أن يكون معك مرافق في يوم الإجراء
  • الامتناع عن الأكل والشرب لمدة (8) ساعات قبل العملية
  • يجب عليك تناول الدواء المميع للدم والذي سنصفه لك لمدة (5-7) أيام قبل العملية

أثناء العملية

تجرى العملية تحت التخدير الموضعي بالإضافة إلى مهدئ عن طريق الوريد، ويمكن إجرائها تحت التخدير العام في حالات استثنائية أو في حال رغبة المريض. في البداية، يتم تنظيف منطقة أعلى الفخذ وتخدير مكان دخول القسطرة موضعياً، ثم توجه القسطرة الدقيقة نحو الوريد المتضيق ويُقاس ضغط الدم في تلك النقطة لتقييم شدّة التضّيق ونقوم بنفخ بالون بضغط محدد لتوسيع الوريد واختبار ما إذا كان الطنين سيتحسن. تستمر العملية أقل من ساعة واحدة، وفي نهاية الإجراء يتم الضغط لمدة (10-30) دقيقة لمنع النزيف من مدخل القسطرة ويغطى الجرح بضمادة لاصقة.

بعد العملية

يتم نقلك إلى غرفة الإفاقة بعد انتهاء العملية وستبقى هناك لعدة ساعات بينما نقوم بمراقبة علاماتك الحيوية والتأكد من استقرارها، وتستطيع بعدها مغادرة المستشفى في نفس اليوم.

ستواصل تناول الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين وكلوبيدوجريل (بلافكس) لمدة لا تقل عن (3) أشهر بعد العملية، بعد ذلك يمكن إيقافها أو الاستمرار على الأسبرين فقط.

هناك عدد من الإرشادات الواجب اتباعها بعد إجراء العملية، ويمكنك الاطلاع على الجزء الخاص بالعناية بعد القسطرة التشخيصية في موضوع (القسطرة التشخيصية) الظاهر في قسم مواضيع ذات صلة في الأسفل.

المضاعفات المحتملة بعد العملية

يمكن الاطلاع على مضاعفات القسطرة في موضوع (القسطرة التشخيصية) الظاهر في قسم مواضيع ذات صلة في الأسفل، وجميع تلك المضاعفات نادرة وتبلغ احتمالية حدوثها أقل من (2%).

متى تحتاج للتواصل معنا؟

اطلب عناية طبية فورية في الحالات التالية:

  • إذا كنت تعاني من ضعف عام في الجسم أو إغماء
  • وجود نزيف لا يمكن السيطرة عليه بالضغط البسيط
  • تواجه صعوبة في الكلام أو الحركة
  • لاحظت انحرافاً في الوجه أو انخفاضاً في حدة الرؤية
  • عند تورم الجرح أو خروج إفرازات منه
  • عدم القدرة على التبول
  • طنين شديد وغير محتمل في الأذن