صحة الرجل

تحتاج الخصيتين عند الرجل إلى حرارة أقل من حرارة الجسم الطبيعية حتى تنضج الحيوانات المنوية بداخلها وتقوم بوظيفتها على أكمل وجه، ويعمل الجسم على توفير هذه الحرارة المنخفضة داخل كيس الصفن الذي يغطي الخصيتين من خلال أوردة متخصصة تبرّد الدم المتدفق في شريان الخصية قبل وصوله إلى الخصيتين.

تحدث دوالي الخصية عندما تبدأ هذه الأوردة بالتضخم التدريجي عادةً أثناء فترة البلوغ، وقد لا يسبب ذلك أي ضرر أو أعراض. في المقابل، قد يستمر التورم بالزيادة مع الوقت ويكون مؤلماً في كثير من الأحيان ويؤدي لارتفاع درجة حرارة الخصيتين وانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية ونشاطها أو يمكن أن يؤثر على الخصوبة ونمو الخصية ويسبب ضمورها أو تقلصها ما لم يتم علاجه.

الأسباب

غالباً ما يصيب الدوالي الخصية اليسرى وهناك عدة أسباب محتملة له، منها بطء تدفق الدم وخلل في صمامات الأوردة داخل كيس الصفن، حيث تنظم الصمامات تدفق الدم من وإلى الخصيتين، وعندما تتأثر فإن الدم يرتدّ للخلف ويسبب تمدداً في الأوردة حول الخصية.

هذا الضعف في الدورة الدموية الناتج عن دوالي الخصية يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الدم المجاور للخصيتين، وتصبح البيئة داخل كيس الصفن غير مناسبة لإنتاج الحيوانات المنوية وقد تسبب تلفها وموتها.

الأعراض

نادراً ما يسبب دوالي الخصية أي أعراض، ونكتشفه عادةً خلال الفحوصات الروتينية أو عندما يكون هناك مشكلة في الخصوبة. أحياناً، قد يشعر المصاب بألم بسيط أو ثقل في الخصية ويزداد مع الجهد البدني وقد تظهر الخصية المصابة بحجم أصغر من الخصية الطبيعية وتكون الأوردة متضخمة في كيس الصفن بحيث يراها المريض بوضوح.

تشخيص دوالي الخصية

نقوم بفحص كيس الصفن والخصيتين في العيادة ويكون المريض واقفاً، لأن دوالي الخصية قد لا يظهر إذا كان المريض مستلقياً على ظهره. أحياناً نطلب صورة مفصلة بالموجات فوق الصوتية لرؤية الأوردة وتساعدنا النتيجة في تصنيف شدة الحالة وفقاً لحجم الكتلة داخل الخصية.

العلاج

تبعاً لحالة المريض، سنناقش خيارات العلاج المتاحة والتي تشمل:

المراقبة والمتابعة
ليس من الضروري دائمًا علاج دوالي الخصية ونكتفي بمتابعة الحالة عندما لا يكون دوالي الخصية مؤلماً ولا يؤثر على نمو الخصية أو القدرة على الإنجاب.

جراحة الاستئصال
نلجأ لإجراء جراحة إصلاح الدوالي عند وجود آلام متكررة في الخصية ترافق الوقوف لفترات طويلة أو في حال تشخيص الدوالي في سن البلوغ أو عند وجود عقم أو ضعف في الإنجاب مرتبط بالدوالي.

هناك عدد من الطرق الجراحية المتاحة للعلاج مثل الجراحة المفتوحة التقليدية وجراحة المنظار، ولكن أحدث تقنية أنصح بها هي طريقة الميكروسكوب الجراحي.

جراحة إصلاح الدوالي المجهرية

قبل العملية

يُنصح بالتوقف عن تناول الطعام قبل منتصف الليل لليلة السابقة للعملية، كما يجب إيقاف الأدوية المضادة لتخثر الدم (بلافيكس/وارفارين) قبل يومين من الجراحة و(أسبرين) قبل أسبوع من العملية. في حالة أدوية السكري مثل الأنسولين و (جلوكوفاج)، يُنصح بإيقافها في يوم العملية ولكن من الأفضل استشارة الطبيب المختّص قبل ذلك.

خلال العملية

تستغرق الجراحة حوالي (15-30) دقيقة حيث تجرى من خلال جرح منطقة العانة بطول (3-4 سم). تحت التخدير العام، يُشق الجلد وطبقة الدهن وصولاً للحبل المنوي، حيث يتم سحبه وفصل العروق المسببة للدوالي عن باقي الحبل المنوي وربطها.

قد يستخدم المجهر الجراحي أثناء العملية وذلك لحماية الشريان المغذي للخصية والقنوات اللمفاوية من الإصابة بفضل دقّة المجهر العالية التي تتيح رؤية منطقة الإصابة بوضوح وتمكننا من تجنّب المساس بالشرايين المجاورة. بعد الربط، يُعاد الحبل المنوي إلى مكانه ويقفل الجرح بخياطة جراحية بسيطة.

بعد العملية

بعد انتهاء الجراحة، ينتقل المريض لغرفة الإفاقة للتأكد من استقرار علاماته الحيوية، ثم يمكث في المستشفى ما يقارب أربع ساعات بعد العملية وقد يعود إلى المنزل في نفس اليوم تبعاً لحالته الصحية.

فعالية العملية

تعدّ الجراحة عالية الفعالية وتتجاوز نسبة نجاحها (95-97%)، لكن قد تتكرر حالة دوالي الخصية بعد الجراحة في حوالي (3-5%) من الحالات.

تبلغ نسبة المرضى الذين تتحسن عندهم جودة وكفاءة الحيوانات المنوية حوالي (75-80%) ويستغرق هذا التحسّن ما يقارب 8 أشهر بعد العملية وقد يحتاج أحياناً إلى 18 شهر للتعافي الكامل، وقد لا يحدث هذا التحسن عند عدد قليل المرضى.

مضاعفات العملية

تشمل المضاعفات المرتبطة بعملية إصلاح دوالي الخصية التهاب الجرح والنزيف الدموي أو ما يعرف بالقيلة المائية وهو تجمع سوائل لمفاوية حول الخصية، وجميعها مضاعفات نادرة الحدوث ونسبتها لا تتجاوز (1-2%).

تعليمات للمريض بعد العملية

بعد العودة إلى المنزل، يمكن تناول مسكنات الألم حسب الحاجة ويجب تجنب الأنشطة الشاقة ورفع الأحمال الثقيلة وممارسة العلاقة الجنسية في فترة التعافي؛ أي خلال الأسبوعين اللاحقين للعملية. لضمان التئام الجرح بأفضل طريقة.
ينبغي مراقبة مكان الجرح يومياً للبحث عن علامات الالتهاب أو النزيف ومراجعة العيادة فوراً عند وجود احمرار أو صديد.
ننصح بارتداء مشد خاص لحماية الخصية لمدة يومين إلى ثلاثة أيام والاستعانة بكمادة باردة أو الثلج على الخصية وكيس الصفن لتقليل التورم والألم خلال أول 24 ساعة بعد العملية.
بشكلٍ عام، يتعافى معظم المرضى سريعاً بعد العملية ويستأنفون الأنشطة المعتادة خلال أسابيع قليلة كما يمكنهم العودة إلى العمل بعد يوم واحد إلى يومين من العملية.

 

متى يجب مراجعتنا بعد العملية؟

يجب الحصول على العناية الطبية السريعة أو مراجعة العيادة بعد جراحة إصلاح دوالي الخصية في الحالات التالية:

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم مع قشعريرة
  • ألم شديد أو تورم في كيس الصفن عند الخصية
  • نزيف من الجرح
  • إفرازات صديدية من الجرح