كسور العمود الفقري الناتجة عن هشاشة العظام

أهلاً بكم في عيادتي، سأشرح لكم في هذا المقال عن كسور العمود الفقري. كيف تحدث، وما هي أنواعها والأعراض المصاحبة لها، وسُبل الوقاية منها، والإسعافات الأولية اللازمة عند حدوثها، وطرق العلاج المختلفة، ومتى يتوجب عليك زياتنا بشكل عاجل؟

كسور العمود الفقري، هي كسر أو تصّدع أو حتى خلع يحدث في واحدة أو أكثر من فقرات العمود الفقري.

لا تكمن أهمية الفقرات في عملها كداعمة لقوام الجسم، بل هي مسؤولة أيضًا عن دعم وحماية الحبل الشوكي الذي يحمل الإشارات العصبية من الدماغ إلى الجسم وبالعكس، لذلك كسر إحدى الفقرات قد يؤدي إلى إصابة الحبل الشوكي أو أحد الأعصاب المتفرّعة منه، مما قد يسبب، بالإضافة إلى الألم الشديد في الظهر، فقدان للإحساس في بعض مناطق الجسم وفي بعض الأحيان الإصابة بالشلل.

أنواع كسور العمود الفقري

هناك عدة أنواع مختلفة من كسور العمود الفقري، قد يتطلب كل منها طريقة مختلفة للعلاج.

عادةً نقوم بتصنيف كسور العمود الفقري بناءً على:

  • مكان الفقرات المصابة في الظهر.
  • طريقة حدوث كسر الفقرات.
  • مدى ثبات واستقرار الفقرات المكسورة.

بعض الأنواع الكسور الشائعة:

الكسور الانضغاطية: وهي كسور صغيرة في الفقرات ناجمة عن صدمات متكررة تعرض لها العمود الفقري، وعادة تحدث عند المصابين بهشاشة العظام خاصة مع التقدم في العمر. ويمكن أن يؤدي ضغط العمود الفقري غير المشخص الناجم عن هشاشة العظام إلى فقدانك عدة سنتيمترات من طولك أو خلق وضعية انحناء أمامية.
كسور الاندفاع (كسور الانفجار): يعد من الكسور الشديدة التي قد تسبب إصابة النخاع الشوكي وتلف الأعصاب. يحدث عادةً عندما يتم ضغط الفقرات فجأة وبقوة كبيرة مثل حوادث السير أو في حال السقوط من مكان مرتفع، مما قد يسبب تهشم الفقرة واحتمال خروج شظايا قد تصيب الأعصاب.
كسور الخلع: وهي من الكسور الشديدة، حيث يُمكن أن يتسبب الإنحناء الشديد والمفاجئ للعمود الفقري (كحوادث ارتطام السيارات) في كسر الفقرة في عدّة أماكن مما يخلعها من الفقرات المجاورة ويجعلها غير مستقرّة. الكسور غير المستقرة قد تسبب إصابة في الحبل الشوكي.

الكسر المستقرّ والكسر غير المستقرّ:

الكسر المستقرّ: عند تقسيم الفقرة إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الخلفي والجزء الأماميّ وجزء في المنتصف، يكون الكسر المستقرّ في جزء واحد فقط من الفقرة، لذلك رغم الكسر؛ يبقى العمود الفقري قادرًا على أداء وظائفه مثل حمل وزن الجسم وتوزيعه وكذلك حماية الحبل الشّوكي والأعصاب بشكل جيد. لا يسبب الكسر المستقرّ أي ضغط أو إصابة للحبل الشوكيّ والأعصاب، وبالتّالي لا يسبب عادًة أي أعراض عصبيّة مثل التنميل أو ضعف عضلات الذراع أو الساق، قد تكون أعراضه على شكل ألم في الظهر أو تورم واحمرار حول الفقرات المكسورة، وقد لا تشعر بأية أعراضٍ رغم وجود الكسر. في معظم الأحيان لا يحتاج الكسر المستقرّ إلى تدخلٍ جراحيّ ونكتفي فقط بالعلاج غير الجراحيّ.
الكسر غير المستقر: يكون الكسر في جزئين أو حتّى ثلاثة أجزاء من الفقرة، لذلك يجعل العمودَ الفقريّ غير قادر على حمل وزن الجسم وتوزيعه، كما قد يعرض الحبل الشوكيّ والأعصاب لخطر الإصابة، وقد يؤدي إلى تشوهات في العمود الفقري. غالبًا ما يحتاج الكسر غير المستقرّ إلى تثبيت جراحيّ.

الأعراض

يمكن أن تسبب كسور العمود الفقري مجموعة واسعة من الأعراض، اعتمادًا على شدة الكسر وموقع الإصابة، وهنا سنذكر بعض الأعراض الشائعة لكسور العمود الفقري والتي تشمل:

ألم حاد في الظهر أو الرّقبة: غالبًا ما يكون ألم الظهر أو الرقبة الحاد هو العرض الأكثر وضوحًا لكسر العمود الفقري. وعادة يكون الألم مستمرًا وقد يزداد عندما تتحرك أو تحاول الوقوف.
تورّم واحمرار مكان الكسر: قد تكون المنطقة المحيطة بالفقرات المكسورة منتفخة ومحمرّة ومؤلمة عند اللمس.
صعوبة الحركة: قد تواجه صعوبة في الوقوف بشكل مستقيم أو الانحناء أو القيام بحركات أخرى إذا كان لديك كسر في العمود الفقري.
الوخز والتنميل: إذا أصيب الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب لديك نتيجة الكسر، قد تعاني من تنميل أو وخز في ذراعيك أو ساقيك أو أجزاء أخرى من جسمك، وقد يصل إلى فقدان الإحساس بالكامل في هذه المناطق.
ضعف الذراعين والسّاقين: في حالة إصابة الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب المتفرّعة سينعكس ذلك سلبًا على عضلات الساقين أو الذراعين التي تتغذى بواسطة هذه الأعصاب، لذلك قد تواجه صعوبة في المشي، أو رفع أو تحريك الأشياء، أو القيام بأي نشاط حتى لو كان خفيفًا. قد يصل هذا الضعف إلى شلل نصفيّ، أو شلل سفليّ، أو شلل رباعيّ حسب مكان إصابة الحبل الشوكيّ.
فقدان التحكم في البول والبراز: يحمل الحبل الشوكي الأعصاب المسؤولة عن التّحكم في التبوّل والتبرّز، وتتفرع هذه الأعصاب من آخر الحبل الشوكي في أسفل الظهر لتغذي المثانة والأمعاء، لذلك في الكسور الشديدة وإصابة الأعصاب قد تفقد التحكم في البول والبراز.
نقصان في الطول: يُمكن لكسور العمود الفقري الناجمة عن هشاشة العظام أو للكسور الانضغاطية أن تجعلك أقصر بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
إذا كنت تعاني من أيٍّ من هذه الأعراض بعد الإصابة أو إذا كنت تعاني من حالة موجودة مسبقًا تُعرضك لخطر الإصابة بكسر في العمود الفقري، فنوصيك بزيارتنا في أقرب وقت ممكن. إذ يمكن أن يساعد العلاج والتشخيص المبكرين في منع المزيد من المضاعفات وتحسين فرصك في الشفاء التام.

عوامل خطر التعرض لكسور العمود الفقري

يعد السبب الرئيسي للإصابة بكسر العمود الفقري هو التعرض لصدمة قوية نتيجة حوادث السير أو السقوط من مكان مرتفع، لذلك في حال تعرضك أو مشاهدتك لحادث يجب عليك البقاء ثابتًا وإبقاء جميع المصابين ثابتين لتجنب إصابة الأعصاب أو الحبل الشوكي، ومع ذلك، فإن العوامل المسببة لضعف العظام ستجعلك معرّضًا لكسور العمود الفقري، وهي تشمل ما يلي:

هشاشة العظام: وهو من اهم العوامل المسببة لكسور العظام والفقرات، حيث يسبب يجعلها أكثر رقة وأكثر عرضة للكسر، وبالتالي، فإن أيُّ صدمةٍ طفيفة قد تؤدي إلى كسر الفقرات.
أورام العمود الفقري: سواء كان ورمًا خبيثًا أو حميدًا؛ فالسرطان يُؤثر على العظام ويضعفها إما بسبب السرطان نفسه أو بسبب الآثار الجانبية للعلاج (الكيميائي أو الإشعاعي).
استخدام الستيرويدات لفترة طويلة: إن تناول الستيرويدات كالكورتيزون لفترة طويلة تقلل من قدرة العظام على الاحتفاظ بالكالسيوم ويسبب هشاشتها مما يضعفها ويعرّضها للكسر بسهولة.
فرط نشاط الغدة الدرقية: عندما تنتج الغدة الدرقية هرمون الغدة الدرقية (الثايروكسين) بشكل أعلى من الطبيعي، فسيتداخل مع العملية الطبيعية لتكوين العظام ويتسبب في أن تصبح العظام رقيقة وهشّة، وبالتالي زيادة احتمالية التعرض لكسر العمود الفقري.
نقص فيتامين د: حيث أن فيتامين “د” عنصرٌ مهم في عملية امتصاص الكالسيوم اللازم لتكوين وتقوية العظام وحمايتها من الكسر، ونقص هذا الفيتامين يعد من أسباب هشاشة العظام.

الإسعافات الأوّليّة عند الإصابة

إذا كنت تشك في حدوث إصابة في الظّهر أو الرّقبة فلا تتحرك أو تحرّك أيّا من المصابين نهائيًا، فقد يؤدي ذلك إلى إصابة الحبل الشّوكي والإصابة بالشلل أو مضاعفات خطيرة أخرى، لذلك اطلب المساعدة أو الاتصال بالإسعاف فورًا.

يقوم المسعفون بقياس مدى وعي المصاب أولًا والتأكد من مؤشراته الحيوية، ومن ثمّ يحافظون على منع حركة العمود الفقري ما أمكن عبر؛ تثبيت الرقبة بوضع دعامة حولها، وكذلك تثبيت الظهر على لوحٍ مستوٍ ليُنقل المصاب بأمان دون إصابة الحبل الشوكيّ أو للحد من تفاقم الإصابة التي حدثت بالفعل.

تشخيص كسور العمود الفقري

الفحص السريريّ:

يبدأ طبيب الطوارئ بفحص جسم المصاب جيدًا بداية من رأسه مرورً بصدره وظهره وبطنه ومنطقة الحوض وصولًا إلى القدمين، للتأكد من عدم وجود علامات جروح أو كسور في أي مكان في الجسم. بعد ذلك يأتي دور فحص الأعصاب لنفي أو تأكيد إصابة الحبل الشوكيّ، ويكون ذلك بفحص المدى الحركي وقدرة المصاب على تحريك ذراعيه وساقيه، كما يتم فحص الشعور باللمس والألم والحرارة للتأكد من سلامة الأعصاب الحسّية. كما نهتمّ أيضا بفحص التّحكم في التبوّل والتّبرز لأنه قد يكون علامة لوجود إصابة خطيرة في الحبل الشوكيّ.

الأشعّة والفحوصات:

بعد التأكد من المؤشرات الحيوية وتثبيت الرّقبة والظّهر وإجراء الفحص السريري، يأتي هنا دور الأشعّة لتحديد مدى الكسر ونوعه وطريقة العلاج المناسبة له، وتنقسم الأشعة إلى:

الأشعّة السينيّة (أشعّة X): تؤكد الأشعّة السينية وجود الكسر وتحدد مدى انزلاق الفقرات عن بعضها، لكنّها لا تحدد نوع الكسر تحديدًا وقد لا تفيد في تحديد طريقة العلاج المناسبة.
الأشعّة المقطعية: تعطي صورة أوضح وأكثر دقة لعظام الفقرات والأنسجة المحيطة من الأشعة السينية، وتحدد مكان الكسر وانتشاره بشكل دقيق لتساعد الجراحين في معرفة حجم تأثير الكسر ومدى الحاجة إلى تثبيته.
الرّنين المغناطيسي: يعد أفضل طرق الأشعة وتصوير العمود الفقريّ، لأنه يظهر الغضاريف والأنسجة المحيطة بالفقرات بشكل واضح ودقيق، كما أنه أفضل وسيلة لتحديد حجم إصابة الحبل الشوّكي والأعصاب ومدى الحاجة إلى تدخل جراحي.
قد تحتاج إلى فحوصات أخرى لمعرفة العوامل المسبّبة للكسر في حال كانت الصدمة خفيفة لا توازي حجم الكسر، وأهمّ هذه الفحوصات هو فحص كثافة العظام، يحدد اختبار كثافة العظام ما إذا كنت مصابًا بهشاشة العظام أم لا.

طرق العلاج وأهدافه

تعد كسور العمود الفقريّ من الإصابات الخطرة التي يتطلب علاجها أهدافًا وأولويات واضحة حتّى نتجنّب تفاقم الإصابات الموجودة، ومن أهمّ هذه الأهداف:

حماية الحبل الشوكيّ والأعصاب من الإصابة أو زيادة الإصابة الحاصلة أثناء إجراء الفحوصات والعلاج.
تهيئ كل السبل وطرق العلاج لتعافي الأعصاب التالفة نتيجة الكسر: ونقوم بذلك من خلال ضمان جودة الرعاية الطبّيّة وخدمات التمريض، لتجنب الآثار الجانبية لقلة الحركة مثل الجلطات أو قرح الفراش أو التهاب الجهاز البوليّ وغيرها.
استعادة استقامة العمود الفقريّ وتثبيته وإزالة الضّغط على الأعصاب: سواء بتدخل جراحيّ أو غير جراحيّ، وسأشرحها بالتفصيل في طرق العلاج.
تسهيل وسائل إعادة التأهيل مثل العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفيّ: ليعود المصاب ليمارس حياته بشكل طبيعيّ.

طرق العلاج:

يتضمن علاج كسور العمود الفقريّ خطة كاملة من مراحل عديدة، تبدأ بتثبيت العمود الفقريّ وإزالة الضغط على الأعصاب أولًا، ثم العناية وتهيئ الظروف المناسبة لتعافي الأعصاب التالفة، ثم التأهيل الجسدي والنّفسي لاستعادة نشاطات وجوانب الحياة المختلفة، كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار علاج الأسباب التي أدت إلى هذا الكسر لتجنب حدوثه مرة أخرى.

ينقسم العلاج بشكل أساسيّ إلى العلاج الجراحيّ والعلاج غير الجراحيّ، وفي الغالب يعتمد اختيار الجراحة أم لا على الأشعّة التي تصنف الكسور إلى مستقرّ وغير مستقرّ.

العلاج غير الجراحيّ

يعد العلاج الغير جراحي الاختيار الأول الموصى به لعلاج الكسور المستقرّة، حيث أن معظم المرضى قد يعانون من أعراض طفيفة دون أي خطر لإصابة الحبل الشوكيّ أو الأعصاب، ويهدف العلاج غير الجراحيّ لتسكين الألم وتسهيل التآم عظام الفقرات المكسورة، كما يهدف أيضًا إلى علاج الأسباب لتجنب الكسر مرة أخرى والحفاظ على عمودٍ فقريّ سليم وصحيّ، ويشمل العلاج غير الجراحي:

تقليل الحركة: ننصح عادة بالبقاء في السَرير خلال الفترة الأولى من الكسر لتجنب حركة العمود الفقريّ وتجنب الألم الحاد، لكن زيادة هذه الفترة قد يؤدي إلى تفاقم هشاشة العظام، لذلك في حال تحسّنك ننصحك بالمشي والحركة الخفيفة.
دعامة الرّقبة والظّهر: تهدف أيضًا إلى تثبيت العمود الفقري وتقليل حركته ليساعد في التحام العظام واكتمال شفائها.
تعديل نمط الحياة: نوصي عادة بالالتزام بنمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًّا متوازنًا يحتوي على الكالسيوم وفيتامين د والحركة الخفيفة لتجنب الكسور الجديدة.
العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي في استعادة وظائف الأعصاب المصابة واستعادة الحركة في الأطراف المتأثرة بالإصابة، كما سيساعدك العلاج الطبيعي في تحسين قوة ومرونة عمودك الفقريّ وقدرته على التحمّل.
الأدوية: وتشمل مضادات الالتهابات غير الستيرويدية والتي تقلل بدورها التهابات المفاصل وتسكن ألم الساق وأسفل الظهر. في بعض الأحيان نلجأ أيضًا إلى مضادات الاكتئاب لتسكين الألم المزمن، أو في حال الألم الشديد قد نصفُ لك مسكنات الألم قويّة المفعول، لكنّ بعض أنواعها قد يسبب الإدمان.

العلاج الجراحيّ

تتعدّد دواعي استخدام العلاج الجراحيّ في علاج كسور العمود الفقريّ، لكنّ أهمها:

فشل العلاج غير الجراحيّ: في حال عدم تحسّن الألم أو استعادة الحركة بعد الانتظام على العلاج غير الجراحي واتباع التّعليمات جيّدا لفترة كبيرة.
تضرر الأعصاب: كسر في العمود الفقريّ يصحبه ضعف أو تنميل أو فقدان الحركة أو الإحساس أو أي أعراض عصبية ناتجة عن إصابة الأعصاب أو الحبل الشوكيّ.
كسر غير مستقرّ للعمود الفقريّ.
كسر في العمود الفقريّ يصحبه تحرك الفقرات من مكانها: لأنه يقلل ثبات العمود الفقريّ ويعرّض الأعصاب والحبل الشوكيّ للإصابة.
تختلف العمليات باختلاف نوع الكسر ومدى الإصابة، وأشهر هذه العمليات:

عملية تثبيت ودمج الفقرات: وتتضمن الفتح الجراحيّ فوق الكسر لنتمكن من إعادة العظام إلى مكانها الصّحيح، عادة نحتاج إلى تثبيت تلك الفقرة بالفقرات المحيطة بها وذلك بدمجها (التحامها مع بعض) عبر وضع قضبان معدنيّة ومسامير جراحيّة لتجنّب انزلاقها أو كسرها مرة أخرى. نحتاج هذه العملية عادة للكسور الكبيرة غير المستقرّة. غالبًا ما يصاحب هذه العملية عملية إزالة الضغط عن الحبل الشوكيّ والأعصاب المتفرعة منه لترك مساحة للأعصاب لتتعافى.
ترميم الفقرات: تستخدم عادة لتخفيف الألم المزمن للكسور الانضغاطية، تعد عملية بسيطة نسبيًا حيث تتم بمخدر موضعي فقط وتحتاج إلى شقوق جراحية لا تتعدى بعض السنتيمترات، من خلال هذه الشقوق يحقن الإسمنت العظمي داخل الفقرة المكسورة ليساعدها على الالتحام وتخفيف الألم وتحسين حركة العمود الفقريّ.
ترميم الحدبة: إجراء جراحيّ مشابه لترميم الفقرات، حيث يساعد في تقليل تحدب وتشوه العمود الفقري، كما يخفف الألم المزمن الناتج من الكسور الانضغاطية، يكون الإجراء عن طريق توصيل بالونٍ إلى الفقرات ونفخه داخل الفقرة المصابة ليترك داخله مساحة تملأ بالإسمنت العظمي، والذي يلتحم في غضون دقائق.

المضاعفات المحتملة:

مثل معظم التدخلات الجراحيّة، فقد تحدث بعض المضاعفات بعد الجراحة مثل العدوى أو النّزيف، وأهم هذه المخاطر الخاصة بجراحات العمود الفقريّ هي:

تمزّقٌ في الغشاء الذي يغطّي الحبل الشوكيّ: يحيط بالدّماغ والحبل الشوكيّ أغشية تتكون من ثلاث طبقات، أولها هي الأم الجافية والتي قد تصاب بقطعٍ أثناء الجراحة، يعد أشهر مخاطر جراحة العمود الفقري، لكنّه قد لا يسبب أعراضًا أو مضاعفات على المدى البعيد حيث يتم عادة تخيط وإصلاح التمزّق في نفس العملية.
إصابة الحبل الشوكيّ أو أحد الأعصاب المتفرّعة منه: نتيجة الصدمة المسببة للكسر نفسه أو خلال محاولات إعادة العظام مكانها وتثبيت الكسر.
جلطة في أحد أوردة السّاق: قد يؤدي عدم الحركة المصاحبة للعملية إلى حدوث جلطة تسبب انسداد الأوردة في السّاق، تظهر أعراضها على شكل تورم واحمرار وألم في الساق. تكمن خطورتها في احتمال انتقال تلك الجلطة عبر الدورة الدموية إلى الرئة مسببة ضيقًا شديدًا في التنفس. إذا واجهتك هذه الأعراض بعد العملية فلا تتردّد بالرجوع إلينا.
قلّة ثبات العمود الفقريّ: في العادة نحتاج إلى تثبيت الفقرة المكسورة بفقرة أعلاها وفقرة أسفلها ليتماثل شفاؤها دون حركة ودون تعريض الأعصاب والحبل الشوكيّ للخطر، في حال عدم التثبيت الكافي أو في حال هشاشة العظام واهترائها قد يؤدي ذلك إلى قلة ثبات العمود الفقري وزيادة خطورة كسره مرة أخرى.
عدم التحام الفقرات أو التحامها بشكل خاطئ: مثل أي كسر في عظام الجسم، قد تسبب هشاشة العظام أو عدم تثبيت الكسر بشكل كافٍ عدم الالتحام أو الالتحام بشكل خاطئ مسببا تشوّهات في العمود الفقري وألمًا مزمنا.

متى يجب عليك زيارتنا بشكل عاجل؟

في حال تعرّضك إلى حادث تصادم أو السّقوط من مكان مرتفع فيجب عليك البقاء ثابتًا والاتصال بالإسعاف فورًا، تذكر دائمًا أن كسور العمود الفقريّ سواء في الرقبة أو الظّهر قد تؤدي إلى إصابة الحبل الشوكيّ أو الأعصاب المتفرعة منه، لذلك إذا أصبت بأي من الأعراض الآتية بعد تعرّضك لحادث حتّى لو كان طفيفًا عليك الاتصال بنا فورًا:

  • ألم حاد في الظهر أو الرّقبة بعد الإصابة.
  • وخز وتنميل في الذراع أو الساق أو كلاهما قد يصل إلى فقد الإحساس فيهما تمامًا.
  • ضعف في عضلات الذراعين أو الساقين قد يصل إلى عدم القدرة على تحريكهما.
  • عدم القدرة على التحكم في البول أو البراز.
  • التواء الرقبة أو الجسم أو اتخاذه وضعية غريبة.