خشونة الركبة هي حالة تحدث مع الجميع مع تقدم العمر ومع الإستخدام الدائم للمفصل، إذ لا يمكن تجنّبها، ولكن يمكن تأخيرها بالعناية الطبية في حال وجود أي مشكلة في الركبة. فإذا تركت دون علاج فقد تزداد الأعراض وتتفاقم فتؤدي إلى ضرورة التدخل الجراحي أثناء العلاج.
يعتبر مفصل الركبة من أكبر المفاصل في الجسم، فهو يساعد الجسم على الوقوف والمشي والتوازن أو التحرك بمستويات مختلفة. الدكتور/ بريم ستيان سري تنابيبات جراح العظام والمفاصل، متخصص في جراحة إستبدال الركبة والورك، في مستشفى ويشتاني. أفصح قائلاً: إن مشاكل الركب بشتى أنواعها شائعة بين الناس، حيث إن هناك مشكلة لا يمكن تجنّبها وهي خشونة الركبة. فإذا تركت دون علاج فسوف تتدهور بشكل كبير، وقد تؤثر على الحياة اليومية، فضلاً عن التسبب في آلام المفاصل الأخرى، مثل: الكاحل والورك والظهر والكتف، وأيضاً قد تؤدي إلى عدم القدرة على التوازن.
هناك عوامل رئيسية تؤدي إلى حدوث الخشونة في الركبة، وهي تلك الأمور التي تحدث حول منطقة الركبة، إلى جانب بعض الأمراض المزمنة. فمثلاً، عند زيادة وزن الجسم فإنها تعمل على تحميل الركبة وزن الجسم بأكمله مما يؤدي إلى زيادة الضغط عليها، كذلك وضعيات الجلوس إذ وجدت الأبحاث الطبية أن ثني الركبة لأكثر من 90 درجة مئوية كوضعية القرفصاء أو جلسة الإفتراش يسبب 5 إلى 10 أضعاف من ضغط الجسم على الركبة فينتج عنه إلتهاب المفاصل بشكل أسرع وأكثر. إضافة إلى عامل السن الذي يعمل على تدهور الركبة مع مرور الوقت.
قد تزداد خشونة الركبة وتصبح أكثر شدة ما لم يتلقى المريض أي علاج لمشكلته، وقد تصدر أصوات الفرقعة في الركبة أثناء الحركة، كالشروع في الوقوف، صعود السلالم أو النزول منها، الشعور بالألم عند البدء بتحريك الركبة، أو قد يصيبها بعض الإحمرار والتورم والحرارة، مما يشير إلى أن الخشونة أصبحت شديدة جداً، كما أنها قد تؤدي إلى حدوث تشوهات في الركبة فينتج عن ذلك الصعوبة في المشي أو عدم القدرة على المشي على الإطلاق.
ويستكمل الدكتور/ بريم حديثه فيما يخص العلاج قائلاً: يتم علاج خشونة الركبة بعدة طرق، وذلك حسب أعراض المرض ومرحلته، إذ ينقسم إلى:
العلاج الغير دوائي: حيث يعتمد على تقليل العوامل التي تسبب تدهور حالة الركبة، كالعمل على فقدان الوزن وممارسة الرياضة، وتقوية العضلات حول الركبة، أو إستخدام الطرق المتاحة في العلاج الطبيعي.
العلاج بالأدوية: وذلك حسب تعليمات الطبيب المعالج، إذ يمكن أن يكون عن طريق الأكل أو الحقن أو الإستعمال الموضعي كالدهان.
العلاج الجراحي: وذلك إما عن طريق الجراحة المفتوحة (وهي الطربقة التقليدية) أو عن طريق المنظار لتنظيف الركبة من السائل الزلالي الملتهب وشظايا العظام والغضاريف وأغشية المفاصل الرخوة، كما أن جراحة المناظير تشمل إزالة الأسطح المفصلية البالية وإستبدالها بمفاصل صناعية. وهذه التقنية مناسبة للمرضى الذين يعانون من التشوه الشديد للركبة أو الركب المتيبسة أو المتآكلة. إذ أصبحت التكنولوجيا التي تدخل في مجال الجراحة متطورة جداً الآن، فهي تساعد المرضى على التمكّن من الوقوف أو المشي أو تحريك ركبهم بعد مرور ليلة واحدة بعد الجراحة، كما أنها تمكّنهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية في أسرع وقت. حيث أنه من الطبيعي أن يكون حجم جرح العملية الجراحية صغيراً في تقنيات الجراحة بالمناظير، مما يسبب فقدان الدم بشكل أقل وأسرع في التشافي، وذلك مقارنة بالعمليات التقليدية. بالإضافة إلى أن أجهزة تدخل في المساعدة أثناء الجراحة، مثل: الجراحة بمساعدة الحاسوب أو الجراحة بمساعدة الروبوت، تعطي دقة أكثر للجراحة وأيضاً تساعد في الحفاظ على الرباط الصليبي، مما يسمح للمريض بالشعور بإنسيابية حركة المفصل وكأنه أقرب إلى المفصل الطبيعي