العصب الخامس

العصب الخامس أو ما يسمى بـالعصب ثلاثي التوائم، هو أحد أعصاب المخ الرئيسية وله ثلاثة فروع تغذي مناطق الجبهة، وسط الوجه والفك وينقل شعور الألم واللمس من مناطق الوجه والفم والأسنان إلى الدماغ.

في حالات نادرة لا تتجاوز نسبتها (2%) من الناس، يحدث خلل وظيفي في العصب الخامس وينتج عنه شعور المريض بألم مفاجئ وشديد وعادةً في جهة واحدة من الوجه دون سبب أو بفعل مؤثرات خارجية مثل تناول الطعام ولمس الوجه وتنظيف الاسنان.

أسباب ألم العصب الخامس

يحدث ألم العصب الخامس بسبب مجهول في الغالب ولكن البعض يكون بسبب وقوع ضغط عليه إما بفعل وعاء دموي مجاور أو في حالات الأورام والتصلب اللويحي والأمراض المشابهة التي تختل فيها الأعصاب، ويُوصف هذا الألم بأنه مزمن ويصيب المريض بشكل نوبات شديدة تشبه الصدمة الكهربائية. قد تستمر النوبات لثواني أو عدة دقائق وتكون متكررة على مدى أيام أو شهور ويتركز الألم في الخد والشفتين والأسنان ومنطقة الجبهة والعين.

علاج ألم العصب الخامس

تساعد الأدوية في تسكين الألم ويستجيب لها معظم المرضى دون الحاجة للتدخل الجراحي وغير الجراحي، ولكن بسبب طبيعة ألم العصب الخامس المزمنة، قد تصبح المسكنات غير فعالة مع الوقت أو تسبب أعراض جانبية ضارة، وهنا يأتي دور العلاج غير الجراحي؛ فهو أسلوب فعال جداً لتلطيف الألم لفترات طويلة نسبياً.

في حالات خاصة قد لا يستجيب المريض إلا بالتدخل الجراحي الذي يحتاج إجراء فتحة في الرأس وإزالة جزء من الجمجمة.

العلاج غير الجراحي
يمكن تخفيف وعلاج ألم العصب الخامس دون الحاجة للعمليات الجراحية المفتوحة والشق الجراحي، عن طريق ضغط العصب الخامس بواسطة بالون عبر الجلد، وتمرر فيه إبرة مجوفة وطويلة عبر الخد إلى العصب الخامس ثم يدخل أنبوب قسطرة رفيع ومرن يحمل بالوناً في نهايته، ويُنفخ البالون فوق العصب بضغط معيّن، مما يؤدي إلى تعطيل وإيقاف الإشارات العصبية المؤلمة خلال دقائق.

من الطرق البديلة أيضاً علاج العصب عن طريق التردد الحراري، حيث تمرر أقطاب كهربائية عبر الإبرة المجوفة بدلاً من القسطرة، ويصدر منها تيار طفيف للاختبار أولاً ثم تعطيل بعض العصب ثانياً ويكون المريض تحت التخدير أو المهدء بداية الإجراء ثم يتم إيقاظه عند إطلاق التيار الكهربائي حتى يحدد مكان الألم، ثم يعاد تخدير المريض مرة أخرى بينما يعطل جزء العصب المسؤول عن الألم باستخدام الأقطاب الكهربائية ذاتها.

فعالية العلاج غير الجراحي
تمتاز جميع هذه الإجراءات بفعالية كبيرة في تقليل ألم العصب الخامس حتى مع المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية أخرى مثل التصلب اللويحي والكبار في السن والمصابون بالأورام، وتفوق نسبة نجاحها (90%) في تسكين الألم وبشكل فوري بعد العملية.

هناك فرق طفيف بين الضغط بواسطة البالون والتردد الحراري، فمثلاً الضغط على العصب لا يستدعي أن يكون المريض متجاوباً مع الطبيب ويبدأ الإجراء وينتهي دون أن يتذكر المريض شيئاً منه، على عكس التردد الحراري الذي يستيقظ المريض والإبرة لا زالت بداخل وجهه خلال فترة اختبار العصب.

مخاطر العلاج غير الجراحي

تعد هذه الطرق منخفضة المخاطر وتكون الأعراض الجانبية الناتجة عنها قليلة ومحدودة لا تتجاوز (1-2%) من الحالات. تشمل الأعراض الجانبية المحتملة ما يلي:

  • إحساس بالخدر في الوجه وخاصة في الخدين واللثة أو اللسان، لكنه غالبا يخف أو يختفي تدريجياً خلال أسابيع بعد العلاج
  • الرؤية غير الواضحة أو المزدوجة، وإذا حدثت فإنها غالبا تزول في غضون 6 أشهر
  • قرحة الفم (الحمو) أو الجلد أو القرنية قد تحصل لمن يصابون بخدار شديد وطويل وهذا لحسن الحظ احتمال نادر عند أقل من ١٪ من الناس

رجوع الألم عند بعض المرضى محتمل خلال سنين ما بعد العلاج، وفي حال حدوثه فهناك عدة خيارات متاحة للعلاج مثل تكرار العملية مجدداً أو استخدام المسكنات أو اختيار الطرق الجراحية لعلاج العصب
النزيف والالتهاب بعد العملية: وهي من المضاعفات النادرة جداً

إجراءات ما قبل العملية

مقابلة الطبيب المعالج لشرح الإجراء بالتفصيل. إذا تمت الموافقة على العلاج يطلب إجراء عدة فحوصات قبل العلاج مثل تحليل الدم وتخطيط للقلب، ويُنصح باتباع التعليمات التالية:

قبل الجراحة بأسبوع، لا تتناول أي أدوية مسكنة من فئة (مضادات الالتهاب غير الستيرويدية) وتشمل (بروفين، سابوفين، ادفيل، بروكسين) وأوقف الأدوية المميعة للدم مثل (بلافيكس، كلوجريل، أسبرين)
إذا كنت تتناول الأدوية المضادة للاختلاج للسيطرة على ألم العصب الخامس مثل (تيجرتول، نيورونتين، ديباكين وغيرها)، فلا تتوقف عن أخذها. لاحقاً بعد العلاج قد يتم إيقافها بشكل تدريجي لتقليل مخاطر الانسحاب والآثار الجانبية.
الصيام عن الأكل والشرب لمدة 8 ساعات قبل العملية
يفضل غسل وجهك بالصابون قبل الجراحة؛ للتخلص من البكتيريا وتقليل احتمالية الالتهاب

أثناء العملية

المعتاد أن تجرى العملية ضمن عمليات اليوم الواحد وتستغرق أقل من ساعة واحدة، وتتم في أربع خطوات موضحة في الصورة أعلاه، وفيما يلي تفصيل لكل منها:

التحضير للعملية: ستكون مستلقياً على ظهرك بشكل مريح (خطوة أ)، ويتم غسل منطقة الخد بمطهر. يبدأ أخصائي التخدير بضبط المخدّر (خطوة ب) ويقوم فريق التمريض بمراقبة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب باستمرار (خطوة ج)، كما ستظهر صورة للجمجمة على شاشة التصوير بالأشعة السينية (خطوة د)
إدخال الإبرة: يتم إدخال الإبرة الدقيقة من خلال الخد إلى قاعدة الجمجمة للوصول للعصب الخامس ونتحقق من وصوله للمكان الصحيح من خلال الصورة الظاهرة على الشاشة في (خطوة د)
تحديد مكان الألم: هذه الخطوة ضرورية فقط في حال اختيارك لطريقة الكي الحراري للعصب، إذ يتم تحفيز العصب ونطلب منك تحديد مكان الألم.
علاج العصب بالبالون / التردد الحراري: تستغرق هذه الخطوة بضع دقائق ولن تشعر خلالها بأي ألم لأنك ستكون تحت تأثير المهدئ أو مخدراً بالكامل

 

بعد العملية

عند الانتهاء من الإجراء، يتم نقلك إلى غرفة الإفاقة وتستمر مراقبة علاماتك الحيوية لمدة (3-6) ساعات، وبإمكانك العودة إلى منزلك في نفس اليوم.

هناك عدد من الإرشادات التي يجب عليك إتباعها بعد الخروج من المستشفى، وتشمل:

ستشعر بخدر في منطقة الوجه بعد العلاج، لذلك عليك توخي الحذر عند الحلاقة أو تناول الطعام والشراب، ويُنصح بتناول الأطعمة المهروسة واللينة والتركيز على الشوربات والسوائل خلال أول أسبوعين بعد العملية، على أن تكون حرارتها معتدلة؛ أي ليست حارة ولا باردة
افحص عينك يومياً وابحث عن علامات الاحمرار أو التهيج أو عدم وضوح الرؤية
راقب الفم يومياً وابحث عن أي علامات للالتهاب أو التهيج داخل الخد، واحرص على تنظيف الأسنان يومياً بالفرشاة برفق